هل صحيح أنكَ تزعقُ بالخراب .؟
أم أنتَ وهمٌ وحكايةٌ في سراب .؟
كؤوسك فيها رائِحة السُمّ والشراب .
أنشودتك الموتُ والدمارُ .
تعدّ ألجنازات وتدفنهم تحت الحجارة .
انت طائرٌ انشودتك .
صرخة طفل .
وبكاء ألأمهات .
واهات ألرجال .
ودمعة ألأيتام .
وشنق عشب البحيرات .
إنك تعرف كيف تختار الحكايات .
لا تدري ما الحرام و الحلال .
ريشك أسود كغيم السماوات .
كسوادِ حظك المقتول .
تعلمُ بالأقدار من ربِّ السموات .
وتضع الناس وتهزّهم بغربال .
وتشمّ رائحة الرياحين من على الشرفات .
انت قصة ألدهاليز المهجورة .
والحيطان والعصافير وألديدان ألمقهورة .
والبساتين ونسمات ألخريف ألمنثورة .
وشقائق النعمان ألمفقودة .
يا غراب الشؤم .!!
هل حاولت أن تريح وتستريح ..؟
وتصمت عن البكاء والنواح ..؟
كأسك شربَ منهُ ألعظماء .
فنابليون جرع كأس ألنبيذ .
ونيرون أشعل نارهُ في ملعقة .
وهولاكو دمَر العرب في معركة .
وعمر ألخيام إتهموه الزندقة .
يا غراب ؛ كلّهم تركوك ؛ وهجروا ألديار .
وما تبقى منهم عادوكَ .
وما تبقى منهم غدى رماداً تحت ألرماد .
وما بقيَ منهم سواك .
حاول الحبُّ أن يزرع لكَ ً .
وطار ألعصفورُ ليبني لكَ عشاً .
وهطل المطر ليروي لكَ عطشاً .
وركض ألغيمُ ليبني لكَ خيمة .
فعنادكَ ملآ ألوادي نعيقاً .
والفراشة غصت بالشهد وألرحيق .
فسمفونيتك حتماً الشؤمُ وألغراب ........