ترجع معظم المشاكل في تربية الأبناء إلى افتقاد الحب والحنان بين الأب والأم ،
والأبناء من جهة وبين الأب والأم من جهة أخرى .
فالحب هو مركز المشاعر النبيلة ، والفطرة هي مصدر الحكمة ، وعليهما يتم البناء الثابت ، وبدونها تنهار الأسرة ، وإذا ما أخذنا دور الأم ومسئوليتها تجاه هذا البناء وتنميته واستقراره ، سنجد على الأم الحفاظ على عدة أشياء منها :
1- أن تقدر أن العلاقة مع الأبناء تتغير مع الوقت ، وعليها أن تعي خصائص المرحلة السنية للأبناء ، وتعمل وفقها دون كلل أو ملل .
2- أن تقدر أن هناك فروق فردية بين الأبناء ، ويحتاج كل ابن إلى طريقة خاصة في التعامل معه
3- أن تؤكد على الحب والاحترام مع الأبناء في كل الأوقات ، وتحت مختلف الظروف .
4- أن تتيقن بأن حبها لأبنائها يجب أن يكون بدون شروط .
5- أن تدرك نقاط القوة والضعف في نفسها وفي أبنائها .
6- أن تؤمن بمفهوم استقلالية الأبناء ، وتعمل على إنجاحه في الوقت المناسب والمثل المصري الشهير يقول " علموهم وطيروهم " .
7- أن تتيح المعرفة للأبناء وتقدم القدوة والمثل الأعلى لهم .
8- أن تسعد بنجاح أبنائها ، وإن تفوقوا عليها .
9- أن تشارك أبنائها في المناسبات المختلفة الخاصة بهم .
10-أن تمارس الحب مع أبنائها ، فهو الأداة الرئيسة والعصا السحرية في تربية الأبناء .
11-أن تضحي وتنكر ذاتها رغم مرارة الألام التي عانتها ، لأنها تعلم وتوقن بأنه لابد لهذه الأمة من ميلاد ، ولابد للميلاد من مخاض ، ولابد للمخاض من آلام .
12-أن تمتلئ بالحكمة والعدل والمساواة بين الأولاد ، بحيث تقيم توازناً دقيقاً بين العقل والعاطفة .
13-أن تعد أبنائها الإعداد السليم المتوازن ، فلا يطغى جانب على آخر في أبنائها فمثلا لا يطغى الجانب الروحي للابن على الجانب الاجتماعي أو السياسي .. وهكذا
14- أن لا تنتظر مقابلا لما تقوم به من دور مع أبنائها ، بل كل ما تريده فقط هو إعداد أبنائها لدور مستقبلي ناجح ، حتى وإن فتهم تقدير دورها ، فاللعب والرعاية والعطاء قوة متدفقة تصل إلى حد التضحية ، فقد وهب الله المرأة أسلحة الذكاء العاطفي والاجتماعي الذي يمكن استغلالها لنشر الحب والفاعلية في الأسرة .
15-أن تخاطر إلى ما لانهاية من أجل حياة أفضل لأبنائها ، لأن الحب عندها لأبنائها غير مشروط ، والعطاء عندها غير مؤقت .
16-أن ترفه عن أبنائها وتسري عما هم فيه ، من خلال الرحلات المختلفة ، واللعب المتبادل إلى غير ذلك من وسائل الترفيه والتربية .
17-أن تقدر أن الانضباط والالتزام من الأبناء مطلوب ، فهما ليسا قضية شخصية لأن الأم لا تكره ابنها لسوء سلوكه ، بل تقسو عليه لكي تصلح اعوجاجه ، وهذه القسوة الحانية تعبر عن مزيد من الحب .
18-أن تخدم المجتمع المحيط بها ، وتعمل على دعوتهم بالحسنى ، وأن تعمل على مشاركة الأبناء في ذلك في حدود الشرع الحنيف .
19-أن يكون بعد النظر والعمل لمستقبل أفضل ، دون التركيز على الذات ودون غايات مادية تكون من أهم أولوياتها .
20- ألاتتنازل عن دورها ، ولا تتوقف عنه ، حتى وإن تحولت إلى جندي مجهول ، أو نسيها الآخرون وانكروا فضلها .
وإليك بعض الأسس والقواعد التي تساعدك على بناء أسرة سعيدة :
أ- حبك للأبناء ، واهتمامك بهم ، لا يعني بالضرورة أن يبادلوك نفس الحب والاهتمام .
ب- لن يرضى كل أبنائك عن عدالتك في توجيه حبك ، ولا عن أمانتك في توزيع اهتمامك بينهم .
ت- كلما ازدادت حاجات الأبناء لك كلما انشغلوا عنك ونسوا قيمة العطاء .
ث- الحب يقود للتغيير ، فعليك أن تتماشي مع متطلبات هذا التغيير مع مراعاة مواجهة هذه المتطلبات بالحسنى ، وعليك أن لا تواجهيه بالمقاومة والاستياء وسوء الفهم والتقدير .
ج- كلما زاد عطاؤك توقع الآخرون منك المزيد ، واعتبروا ذلك حقاً مكتسباً ونسوا أو تناسوا أن يشكروك على ما قدمت لهم ، لأنهم سيعتبرون عطاؤك واجبا وأنت تعرفي أنه لا شكر على واجب ,
ح- لا تكثرى النقد لأبنائك .
وأخيرا
إن أردت أن تكوني أما ناجحة لأبنائك فكوني أما لنفسك أولا فإنك إن أردت أن ترعي الآخرين فراع نفسك أولا .