التربية ... قدوة وصداقة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

إن القدوة هي خير وسيلة للتربية والتغيير، خاصة إذا كانت هذه القدوة هي صديق يحبُّه الإنسان، ويثق به، ويريد أن يرضيه ولا يحب أن يغضبه؛ لذا فإن فرصتك ممتازة مع هذا الطفل من أجل أن يكتسب منك صفات كثيرة.

ما تريد أن تزرعه فيه التزم به أنت أولاً، واجعل لسان الحال هو وسيلتك في توصيل ما تريد إليه. إن هذا الطفل طالما أحبَّك فإنه سوف يحب أن يقلدك في كل شيء.. اجْعَل المواقف العملية وسيلتك لتوصيل ما تبغيه من معان.

ليراك مواظبًا على الصلاة، شاغلاً وقتك بكل ما هو مفيد من قراءة أو اطلاع أو هواية، وليرى تصرفاتك ترجمة للمعاني الإيمانية، فيراك مثلاً تبذل المجهود في تحصيل دروسك معلِّمًا إياه أن هذا هو التوكل الصحيح على الله تعالى، وليرى لسانك يلهج بالحمد عند كل نعمة تنزل بك، وهكذا ستراه مقلدًا في بادئ الأمر، ثم مستفهمًا، ثم واعيًا مدركًا.

ولا تأخذ منه موقف الواعظ أو المرشد، وخُذْ منه موقف الصديق المحب، فإن المحب لمن أحبَّ مطيع، ولا تنتقد تصرفاته، بل استخدم المدخل الإيجابي بذكر الصفة المحببة المطلوبة، وهو عندها سيراها غير موجودة فيجتهد في تحصيلها والوصول لها، ولا تنتقد أبويه أمامه؛ لأنهما في النهاية سيظلان أبويه، ولا بد أن تكون صورتهما أمامه سليمة؛ لأن أي اهتزاز لصورتهما يهز نفسيته، ويشعره بالقلق والاضطراب، وحتى إذا تساءل هو عن بعض سلوكياتهما، فحاول أن ترجع الأمر لهما، ولا تجعل الطفل يقع في صراع بينك وبينهما.