كيف نعشق عالي الشمائل محمد صلى الله عليه وسلم
واشوقاه للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
1ـ ما هي أعلى الأعمال التي تعين النفس للقرب والارتباط بمن هو رحمة للعالمين.
2ـ من ذاق ليس كمن سمع، كيف نعشق عالي الشمائل محمد من {..هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ، ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}.
الجواب:
أعلى الأعمال وأعظمها وأرقاها هي ألا تعمل شيئاً منكراً أبداً أي أن لا يصدر منك أي عمل سوء وترك المنكر بالكلية، فكل ما يغض من شأن الإنسان ويحط من قدره هذه الأعمال المخزية إن تركها الإنسان وأشاح بنفسه عنها، مهما عمل من الصالحات وإن قلَّت كفيل هذا أن تطير بنفسه وتجعله قريباً ممن هو رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم.
فإذا نظر الإنسان مفكراً بالدنيا وشهواتها ورأى أساليبها الملتوية ووجد أنها لا تؤخذ إلا غلاباً وبأساليب معوجة أساليب مكيافيلي من مكر وخداع وقلة الأمانة والخيانة والكذب والذل فنظر في أصحاب الغنى والثراء فوجدهم في قلق دائم على دنياهم من الزوال وفي رعب وخوف من الآخرين أن يسلبوهم أموالهم وفي حسابات للربح والخسارة دائمة وهم كذلك لا يتورعون عن الظلم والتعدي في سبيل تحطيم خصومهم من أصحاب الغنى فحالتهم في شقاء ولا يذوقون طعم الهناء والصفاء أبداً.
كذلك الذين يتبعون شهواتهم الجنسية تراهم أذلاء وفي خنوع لمن يرون الشهوة عندهم.
أقول إذا نظر الإنسان في طرق الدنيا ورآها لنهايتها ورأى نتائجها المخزية وهي على كل حال لزوال وفناء بالموت المحتم. فمجّ هذه الدنيا وطرقها الملتوية وعافها من نفسه وترك المنكرات جميعها دون استثناء وابتغى الحق والحقيقة والنجاة عند ذلك يجمعه الله بسفينة النجاة التي شراعها الحقيقة وربانها من جعله الله للعالمين رحمة مهداة.
إذن: إن رمت أن ترتبط نفسك بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم فما عليك إلا أن تترك المنكر بالكلية هذا إن أردت أن تعشق عالي شمائل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فما عليك إلا أن تحتذي حذوه وتنهج منهجه وهو مستقيم على أمر الله فاستقم مثله عندئذٍ تحبه وتعشقه وذلك لا يتمّ ولا يدوم إلا بالإيمان بالله وكلّ شيء إن فكرت به يصل بك إلى وجود الإلۤه فتخشى المسؤولية والحساب والخسارة لأنه طالما أنه يوجد إلۤه فحتماً يوجد حساب وسؤال ورسوب أو نجاح عندها تستقيم والاستقامة عين الكرامة وتطبق ما ذكرناه فتصلي الصلاة الصحيحة ونفسك مصاحبة لنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبصحبته تنل الجنة والنعيم في دنياك قبل آخرتك.
هذا البحث من ثنايا علوم العلامة الكبير محمد أمين شيخو